أخي الحبيب وصديقي الغالي وعديلي الأكبر محمود قبّاني (أبو إبراهيم)

يلقى وجه ربّه الأكرم

 

الحمد لله الذي عرّفنا بك يا محمود. خمسة وثلاثين عامًا بتمامها وكمالها جمعنا الله بك جمعًا لم يفرّقنا حتى الموت.. ألّفت بيننا المذاقات كلّها. قرّبت ووحّدت وألّفت. خمسة وثلاثون عامًا جمعتنا على العيش والملح والحلو والمرّ يا محمود. كنّا نريد أن يطول العهد بيننا، يطول ويمتدّ لعلّنا نبلغ من العمر عِتيّا بصحبتك. لكنّ الله أراد غير ما نريد. أسأله تعالى أن يجمعنا بك كرّة أخرى في جنّات النعيم يا أبا إبراهيم. اللّهم آمين يا رحمان يا رحيم!

حكيك حلو يا محمود. ابتسامتك جميلة وضحكتك عميقة، فيها صدق، كنت أحسّها مسحوبة من روحك الطيّبة، أحسّها تطلع من حنايا قلبك الكبير، من قلبك الكبير الأبيض يا محمود. كنت تُضمر وتُظهر من المحبّة والحنوّ والأبوّة قدرًا عظيمًا لا يعلمه إلا من رافقك كلّ هذا العمر الجميل. نحن نعلمها. وتعلمها قبلنا وبعدنا رفيقة دربك اعتدال أمّ إبراهيم، المرأة الطيّبة الكريمة الأصيلة التي أحبّتك، تعلم علم يقين، لا علم ظنّ، ما كنتَ تُضمره في قلبك قبل أن تُظهره على رأس لسانك. كنتَ حين تفرح تدمع. حين يفرح قلبك يا محمود كانت عينك تدمع. وأنا شاهد على ما أقول. كنتُ أنصت مرّات عديدات إلى قلبك ينبض بالفرح. وبقدر ما كان ينبض رأيت عينيك تمتلئ بالدمع، تمتلئ وتفيض. ما أقدرك يا محمود على هذا الجمع بين الفرح والدمع. رأيت دموعك في فرح خالد ومهنّد فدمعت عينِي معك. وكنّا معك في ألمانيا. رأيت دموعك حين التقينا بإبراهيم هناك في الغربة، ركضتَ إليه برجليك، يهفو قلبك إليه ودموعك على عرض وجهك السمح. فبكيتُ معك. بكينا كلّنا معك. سمعت نبض قلبك يفرح يومَ بشّرك مهنّد بنجاحه ورأيت دمعاتك الصادقة تُفلت من مآقيك ثمّ تترى على وجهك. هذا هو طبعك الأصيل. هذي أبوّتك يا محمود. هذي هي فطرتك التي فطرك عليها ربّك الأكرم.

باقٍ في ذاكرتنا ووعينا وقلوبنا يا طيّب. باقٍ بمن خلّفت من خلفٍ صالح وبما خلّفت وتركت فينا من أثرٍ طيّب. طيّب الله ثراك وجعلك من أهل الجنّة.

عديلك وصديقك وأخوك الذي يحبّك

إبراهيم طه – أبو إياس

 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع الملتقى بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير نأمل ان تعجبكم